تحقيقات وتقارير

الصحة العالمية تعتبرها نموذجا.. “100 مليون صحة” أنقذت حياة وأكباد المصريين ونقلت التجربة للعالم

“تنتظر” مصر قريبا الإعلان أنها خالية من فيروس سي، يأتي ذلك في الوقت الذي يصيب فيه “فيروس سي” 360 مليون شخص على مستوى العالم، ويؤدي إلى وفاة 3 آلاف شخص كل يوم

يأتي ذلك بعد أن كانت تحتل مصر المرتبة الأولي في معدلات الإصابة بفيروس سي، بينما مبادرة 100 مليون صحة “انتشلت أكباد المصريين”، وتحولت مصر لنموذج يحتذى بيه، وذلك طبقا لوصف منظمة الصحة العالمية.

في غضون ذلك، اعتبرت الدكتورة رنا حجي مديرة البرامج التقنية في منظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ، مؤتمر الصحة الإفريقي الثاني: “فرصة عظيمة للاحتفال مجددًا بالإنجازات التي حققتها مصر في مجال الالتهاب الكبدي الوبائي.. وأن مصر أثبتت أنه يمكن تحقيق هذا الإنجاز فكانت نموذجًا يحتذى به تحت رعاية القيادة السياسية، وأن هذه الإنجازات تمت تحت المتابعة الدقيقة والمحاسبة المتواصلة”.

جاء ذلك نتاج سعى الرئيس عبدالفتاح السيسي على مدار تسع سنوات من الحكم على توفير حياة كريمة لكل المصريين على كافة الأصعدة وتمثل المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة” أحد أهم الإنجازات الكبرى في المنظومة الصحية،  حيث نجحت في تغيير شكل ومضمون المنظومة في مصر وقوبلت بإشادات دولية.

حملة 100 مليون صحة

انتهت “حملة 100 مليون صحة”، التي تم تنفيذها خلال فترة زمنية 7 أشهر، بداية من أكتوبر 2018، وحتى نهاية أبريل 2019، بفحص 52 مليونا و400 ألف مواطن بكل المحافظات، خلال 3 مراحل.

بينما استمرت المبادرة بعد الثلاث مراحل لتحقق رقما قياسيا في الفحص بتخطي عملية الفحص لأكثر من 65 مليون مواطن حتي يومنا هذا.

وشارك في الحملة القومية خلال مراحلها الثلاث الأولي، والتي تعد الأكبر في التاريخ، ١٤ وزارة، والرقابة الإدارية، وجهاز التعبئة والإحصاء، واللجنة العليا للانتخابات، ومنظمة الصحة العالمية، ودفعت وزارة التنمية المحلية بـ ٢٣ ألف شاب متطوع.

وكان الوقت المحدد لعملية المسح ما بين 15 إلى 20 دقيقة لكل مواطن، ويشمل المسح قياس كتلة الجسم للتعرف على السمنة والضغط والسكر لكل مواطن، وتم توفير نقاط المسح في أماكن ثابتة “المستشفيات، ومراكز الشباب ووحدات طب الأسرة والميادين العامة”، وأماكن متحركة، وشاركت وزارة التعليم العالي في الحملة من خلال 110 مستشفيات جامعية في جميع المحافظات

بدأت مصر في علاج مرضي فيروس سي بالسوفالدي الأجنبي في أكتوبر 2014، والمحلي في يناير ٢٠١٦، وثم ظهر بعد ذلك الجيل الثاني من أدوية الكبد الجديدة مثل الهارفوني، وتراوحت نسبة الشفاء ما بين ٩٥ إليه ١٠٠%.

وقد أعدت وزارة الصحة والسكان ٢٦ مركزا في عدة محافظات لتقديم أدوية الكبد الجديدة في سبتمبر ٢٠١٤، ثم وضع خطة في ذلك الوقت لزيادة عدد هذه المراكز في جميع المحافظات بحيث تغطي عدد المرضي الذين سجلوا عبر الموقع الالكتروني للجنة لتلقي العلاج، أي حوالي ١٠٠ مركز.

وفي شهر مايو من العام نفسه، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان في ذلك الوقت، بضرورة الانتهاء من علاج جميع مرضى “فيروس سى” فى مصر خلال عام واحد، بدلا من عامين، قائلا: “بدل سنتين خليهم سنة والجيش معاك”، ووعد “عماد” بذلك.

خطة القضاء على الفيروس

أعدت وزارة الصحة والسكان متمثلة في اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، خطة للقضاء على فيروس سي من ٥ أهداف، جاء على رأسها خلال المرحلة الأولى إجراء مسح طبي للمرضي بالمستشفيات والوحدات والمراكز التابعة لوزارة الصحة، وذلك عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة للمواطنين الذين يزيد أعمارهم عن ١٨ سنة، حوالي 30 مليون مواطن من جميع المحافظات، وذلك من خلال طريقتين الكشف فى الأقسام الداخلية بالمستشفيات بجهاز “الاليزا elisa”، أو “Rapid test” الاختبار السريع عن طريق لعاب الفم، ستكون جميع النتائج مسجلة بالمركز القومي لمعلومات الصحة.

بينما تتمثل المرحلة الثانية، التأكد من العينات التي نتجت عن المسح وجاءت ايجابية، وعمل تحليل “Bcr”، وفي حالة تأكد الإصابة، ليأتي دور المرحلة الثالثة ببدء العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى