منوعات

مؤسسة “الاحتضان” تعمل على رفع كفاءه و جودة الأسرة الكافلة

شهر نوفمبر هو شهر التوعية بالتبني ،الكفالة ، الاحتضان .. والاحتضان، فكرة إنسانية نراها كثيرا فى الغرب ومستساغة فى أفلامهم الأجنبية، فكرة ليس بها تعقيدات أو مشاكل ، ولكن فى مصر الأمر أكثر تعقيداً مما نراه، هذا المجتمع يضع تعقيدات كثيرة على تبني الأطفال، فإذا كان الطفل المتبنى أنثى فهناك خلاف على تواجدها مع رجل غريب – الأب- خاصة عندما تصل إلى سن المراهقة وينطبق نفس الأمر على الطفل الذكر والذي سيكون غريباً عن الأم في سن الشباب،

وكثير من الأفلام المصرية سلطت الضوء على فكرة الكفالة ، خاصة على نقطة إبلاغ الطفل بحقيقته وأن أكثر ما يؤرّق الأسر البديلة كيف يقصون على صغارهم حقيقة الأمر، وهناك نماذج إيجابية وسلبية عدة لأسر عزمت على احتضان وتكفل طفل، فهناك من تحمل مسئولية الطفل واعتبره فرد من عائلته وأسر أخرى لم تتحمل مسئوليته وتنصلت من الأمر ليعود الطفل إلى المؤسسة بخيبة أمل …

ومؤسسة الاحتضان هى أول مؤسسة قى مصر للاحتضان، هى مؤسسة غير هادفه للربح مشهرة رقم ١١٢٨٤ لعام ٢٠٢١ تحت اشراف وزارة التضامن الاجتماعي ،
انشاءتها يمنى دحروج في عام ٢٠١٨ بعد كفالة ابنتها مباشرا ..
والمؤسسة تعمل علي نشر الوعي بالمجتمع وخلق بيئة طبيعية لكل طفل فاقد الرعاية الوالديه بأن يتم كفالته ليعيش حياة سوية داخل أسرة كافلة واعية ..
ولقد شاركت المؤسسة فى كثير من الأنشطة والندوات والحملات مع مجموعة من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني وتتعاون مع وزارة التضامن لتطوير ملف الرعاية الكافلة ومساعدة كل الأسر الكافله وذويهم علي أخذ كل الحقوق كأسرة طبيعية داخل المجتمع .
ومن اهداف المؤسسة مساعدة كل الأسر الكافلة في كل الجوانب من حيث التربيه السوية والأنشطة وكيفية خلق بيئه سوية وطبيعيه للطفل.

يمنى دحروج هي أم حاضنة انشأت صفحة على الفيس بوك لتشكل اول مبادرة عن الاحتضان فى مصر فى 2018 بعد احتضانها لبنتها، ثم أقامت مؤسسة الاحتضان و أنضم لها متطوعين من تخصصات عديدة ومن أول يوم احتضان قررت أن تساعد كل شخص يأمل أن يكون اب وأم لطفل مكفول
وتساعد كل طفل فاقد رعاية الوالدين أن يكون فى بيت آمن لآخر عمره

يمنى أثارت حولها الجدل والنقاش؛ .. كان هدفها في البداية البحث عن إجابات لأسئلة ابنتها ليلى عندما تكبر، ماذا فعلتى كى يتقبلنى المجتمع، وحاولت من وقتها نشر معلومات صحيحة عن التبنى وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول التبنى والتى كان السبب بها الأعمال الدرامية، ولكن بعد دخول هذا العالم الإنسانى السحرى تغير الهدف لهدف أكبر وهو إنقاذ الأطفال ووهب لهم حياة حقيقه وحضن وسند وليس مجرد تبرع شهرى فى الدار، وصار حلم يمنى، أن لا تجد أطفال فى دور الرعاية، ويصبح لكل طفل عائلة ولكل عائلة طفل، وأصبحت مقولتها “من السهل انك تُنجب ومن أصعب الأشياء أنك تهب حياة لطفل”، تقول” دحروج”، الإنجاب شئ قدري جدًا، في حين أن الاحتضان قرار بكامل إرادتك، ولقد بدأت وزارة التضامن الاجتماعي في تسهيل عمليات التبني، نظراً لتكدس الأطفال الذين بلا أهل أو مأوى أو الأحداث في المؤسسات، الأمر الذي يعد عبئاَ اقتصادياً على الدولة، ولهذا حلم الأمومة يمكن تحقيقه من خلال حل آخر غير الإنجاب، وتقول ” دحروج” لقد خطرت على بالى الفكرة عندما قررت أن أذهب إلى مصر لاختيار ابنه، لكنى فوجئت بأن كفالة الأطفال أمر غير معروف لكثير من الناس، لذا أسست مبادرة الاحتضان فى مصر، وأضافت يمنى، هناك مئات ومئات من الأطفال فى دور الرعاية ومراكز الصحة منتظرين التكافل، ووضعت المبادرة مع الجهات المختصة شروط الاحتضان للأسرة أو الفرد (بنت غير متزوجة، أرامل، مطلقات)، أما عن نقطة البداية فكانت مع تجربة يمنى الشخصية مع الاحتضان، فتحكى،
“طيلة عشر سنوات من الزواج لم ارزق بطفل، تقبلت الأمر بصبر، اجتهدت طيلة أعوام حتى اصبحت مدربة توجيه حياتي وعلاقات أسرية ، حتى اهتديت إلى فكرة الاحتضان، وهو أمر موجود فى كل بلاد العالم، ولكنها ليست بالخطوة السهلة أن تتكفل بطفل من دور رعاية ليعيش فى منزلك ويصبح فردا منها، وقررت التوجه إلى دار الإفتاء وكان الرد” أن الاحتضان-كفالة الطفل- لا مشكلة فيه”، فذهبت مع زوجى إلى إحدى دور رعاية الأطفال الأيتام، حتى وجدت ليلى ، كانت تبلغ الصغيرة حينها ثلاثة أشهر، في تلك اللحظة شعرت أنها ابنتى”
قررت يمنى تدشين المبادرة عقب تبني “ليلى” بثلاثة أيام في ديسمبر 2018، لتكبر في مجتمع يقدر حقوقها مثل أي طفل، وللقضاء على ظاهرة الأطفال في مكاتب الصحة بالمحافظات وإيجاد أسر حاضنة وبديلة لهم، وهذا بعد أن لاحظت نظرات الاستغراب على أوجه المُحيطين بها، فدشنت صفحة على الفيسبوك باسم “الاحتضان في مصر”، هدفها نشر الوعى بالاحتضان وبه الكثير من النصائح للأمهات المُقبلات على الاحتضان وخوض تجربة الأسرة البديلة، مع شرح إجراءات الكفالة في مصر.
وتتابع دحروج، نعمل من خلال المبادرة على توعية من ينوي تبني طفل، بأن يتعامل مع الأمر قانونياً وإنسانياً، وأهم شىء أن لا تكذب الأسر البديلة على الأطفال، وتدريجيا يجب إخبارهم بالحقيقة، كما أن المبادرة تدشن ورشًا للأطفال عندما يكبرون للاستماع إلى مشاكلهم، وهناك ورش للإرضاع للأمهات الحاضنات..
وتضيف، المبادرة ساعدت الأسر البديلة في تسهيل مهمتهم التي تستغرق شهورًا مع وزارة التضامن، خاصة أن هناك قناة مفتوحة بينها وبين اللجنة العليا للأسر البديلة، كما أن هناك ورش ندشنها للأمهات، مثل ورشة “المقبلات على الاحتضان”، لمساعدتهن على الإجابة على تساؤلاتهن، مثل هل اتخذت القرار الصائب في الكفالة؟، وكيفية مواجهة المجتمع وتقبل الأهل؟، وكيف تتعامل مع الرفض؟، وأكبر مشكلة تواجه الأمهات الحاضنات هي كيفية إقناع عائلتها، خاصة أن المعظم لديه جهل بالمعلومات، ويخلط بين التبني المصنف حرام شرعًا وبين الكفالة التي تم الموافقة عليها من قبل الأزهر ولها شروطها المعروفة، وتضيف، أن هناك متابعة للأسر من خلال الأخصائيات وتتم كل ثلاثة أشهر، ويتم اتخاذ أي إجراء قانوني للأسر التي تعامل أطفالها بتعنيف، مثل آباء يعاملون بناتهم غير “البيولوجيات” بتعنيف، أو يتحرشون بهن، ويتم التواصل مع وزارة التضامن لاتخاذ موقف قانوني، وأخذ الأطفال لأسر بديلة تقدرهم .
أما عن الانجازات الفعلية للمبادرة، فتقول يمنى دحروج، ساهمنا من خلال المبادرة في تعديلات القانون، وقد قدمنا مذكرة وبدأنا كمؤسسة لمبادرة الاحتضان في إضافة كل اقتراح مستجد يتم اقتراحه وإرساله لوزارة التضامن، وفي فبراير 2020 تم الجلوس مع عدد 30 أسرة بديلة في لقاء مجتمعي مفتوح بالوزارة، ومناقشة كل الاقتراحات، وكان كل الحاضرين يندرجون تحت مبادرة الاحتضان، كان الجميع يتفاعل ويريد إرساء حياة جديدة لأطفالهم كريمي النسب، وتم الحصول على مكتسبات عديدة مثل حق الولاية التعليمية وإضافة لقب الوالد أو عائلته بشهادة الميلاد والسماح بسفر الطفل وشرط الاحتضان في عمر 21 عامًا بدلًا من 25.

وأضافت يمنى أنه وفقا للإحصائيات هناك أكتر من ١٧ الف أسرة ،
ومن وقت المبادرة حتى الآن حدث كثير من التغييرات بشكل إيجابي والمفاهيم أصبحت واضحة ويتم استخدام الألفاظ الصحيحه في الميديا وكل وسائل الاعلام و يرجع الفضل بشكل كبير للمؤسسات علي نشر فكرة الوعي.
كما أن دعم الدولة موجود وهدف الدوله اللامؤسسة وكل شخص في مجال الرعاية الكافلة يعمل متطوعا وبكفاءة..
ولكن المشكلات الحقيقه هي في الحقوق فمازال يتم التعامل مع الأسرة أنها ليست أسرة حقيقة قانونيا..

تتابع، أن هناك اقبال علي الكفالة ولكن المهم هو الوعي بالتحديات التى ستواجهم لأن الموضوع ليس بتلك السهولة وليس محض تجربة، فاللأسف هناك أسر غير مؤهلة ، بعد الحصول على الطفل يتم إعادته إلى المؤسسة .
لذا تعمل المؤسسة منذ ٦ أعوام على رفع كفاءه وجودة الأسرة الكافلة.

أما عن الفرق بين الكفاله والاحتضان، وقوانين الكفالة الجديدة ، فتقول يمنى، لفظ الاحتضان تم تسميته واطلاقه من مجموعة مبادرات علي مستوى العالم الوطني لعمق معناه وهو احتضان الطفل بشكل كامل في حياته ، والكفاله هي الاحتضان نفس المعنى وهو كفالة الطفل معنوياً وجسدياً وماديا وحياتياً، ولكن للأسف تم اطلاق لفظ كفالة اليتيم علي المساعدات الشهرية فقط، أما شروط الكفالة هى ، أن يكون الزوجان المقدمين لطلب الكفالة احداهما مصري ( أو سيدة غير متزوجة فوق سن الثلاثين ) ، أن تتكون الأسرة من زوجين تتوفر فيهما مقومات النضج الأخلاقى والاجتماعى بناء على بحث اجتماعى، وأن يكون مر على الزواج ثلاث سنوات على الأقل( ويتم عمل استثناء عن هذا الشرط في حالة اثبات عدم القدره على الانجاب ) وألا يقل سن كلا منهما عن احدى وعشرين سنة ولا يزيد على ستين سنة، وان تكون ظروف الأسرة الكافلة ووقتها يسمحان لها برعاية الطفل محل الرعاية، أن يكون الزوجان حاصلين على شهادة الثانوية العامة على الأقل أو ما يعادلها ( ويتم اسثناء من هذا الشرط طبقاً للبحث الاجتماعي ) ، كما يجوز أن يحمل الطفل اليتيم ذكرا كان أو أنثى لقب عائلة الأسرة الكافلة فى نهاية اسمه أو إضافة اسم الاب الأول وإضافة اسم الأم الأول مكان خانة الأم ، ويثبت ذلك فى ملف الطفل دون أن يترتب على ذلك أى أثر من آثار التبنى، ويجوز استمرار الرعاية مؤقتا مع الأب الكافل فى حالة وفاة الأم الكافلة ، وذلك بعد موافقة اللجنة العليا للأسر البديلة ، مع تغيير لفظ مجهول النسب إلى كريم النسب، وتغيير مسمى الأسر البديلة إلى الأسرة البديلة الكافلة، و تستطيع أي أسرة لديها أطفال تقديم طلب الكفالة على أن يكون عدد الأطفال في الأسرة ثلاثة بحد أقصى، ويتم عمل استثناء لهذا الشرط بناءاً على اللجنه العليا .
وتضيف “دحروج”، هناك عدد من النماذج السيئة فى الاحتضان و قصص موجعة، عن أطفال تم التخلي عنهم في مرحلة المراهقة وعودتهم لدور الرعاية، أغلبهم حاليًا مضطربين نفسيًا في مستشفى العباسية، ويحصلون على الدعم النفسي ليعودوا ويتم دمجهم في دور الرعاية من جديد، ولكن مع مشاعر غضب ونقمة وسخط على المجتمع، ومن تلك القصص الحزينة التى وقعت مؤخرا، أسرة لديها ابنتين واحتضنت طفل ، ولكن للأسف قامت الأسرة بإرجاع الطفل لدار الرعاية والسبب ان الام انجبت طفل ثالث ودور الولد المحتضن انتهي ، ولا يعلموا أن قرار احتضان الطفل لكفالته لبقية عمره وليس فتره ، والطفل حالياً يعاني من حزن شديد ونفسيته سيئة، وكل يوم هناك قصة وحكاية في دار رعاية ومؤسسة، واتمنى من الأسر عدم إتخاذ قرار الاحتضان بشكل متسرع، لأن الأطفال ليست دمى تستخدم لفترة مؤقتة، وعلى النقيض هناك نماذج إيجابية، فهناك أسرة لديها عدد من الأبناء ولكنها اختارت كفالة طفل من دار رعاية ، لإيمانها الحقيقى بإنسانية الفكرة..

وتقول دكتورة هاجر استشارى نفسى وتربوى ، ومسؤلة الدعم النفسي ومديرة قسم التدريب بمؤسسة الاحتضان
، نؤمن فى المؤسسة أن من حق كل طفل أن يكون داخل أسرة تحبه وترعاه لتمثل بيئة طبيعية له، وليس داخل دور رعاية أيتام أو مؤسسات

وعن الجانب النفسى ودورها فى المؤسسسة كمسؤلة الدعم النفسي تقول،
أعمل مسؤولة عن الدعم النفسي للأسرة الكافلة قبل وبعد الكفالة
وأقدم دعم نفسي للأم والطفل المكفول أيضا، وتتابع أنه يجب النظر للجانب النفسي للأسرة قبل الكفالة ولذلك نعمل على تهيئة الأسرة ومعرفه ما لها وما عليها من التزامات وواجبات وحقوق،
مع تبصير الأسرة الكافلة بمدى مسؤلية وأهمية وجود طفل رضيع معها وكيفية إعداد العدة لاستقبال الرضيع أو الطفل ..
ونعلمها كيفية مواجهة الأهل والجيران و كل المخالفين لها بأن تكفل، وكيفية مواجهه المجتمع بالطفل ، وأن تكون فخورة بالطفل وكيف يفخر هو بأسرته الجديدة ، وتتابع دكتورة هاجر ، كما نعمل على تعليم الأسرة كيفية التعامل مع الطفل المكفول وأسلوب مواجهته بالحقيقة منذ الصغر …وأشارت إلى أن المؤسسة تقدم الدعم للطفل من يوم استلامه ونقدم له
الحقيقة بشكل تدريجي وجيد وبعبارات إيجابية وعندما يتم ال٣ سنوات نقص عليه مجموعة قصص عن الاحتضان و عن طريق السرد والحكي يستوعب الأمر، مثل قصة البومة كريمة والبطة الطيبة وغيره .
ومن أصعب الأمور التى تواجهه الأسر الكافلة هى مواجهه المجتمع بالطفل لذا نهتم فى المؤسسة بدعم الأسرة حتى يستوعب المجتمع أنهم كالطفل البيولوجي ف الحقوق والواجبات

وعن أهمية الجانب النفسي للطفل ، تقول دكتورة هاجر
أن أولادنا المحتضنين معظمهم يعاني من متلازمة التخلي كما أيضا يعانوا من الفقدان الغامض ، و الأطفال، الذين تصيبهم متلازمة التخلى يعانون من ردود فعلية غير جسمانية وبالأخص في المراحل المبكرة، لا يستطيعون فيها التعبير عن مشاعرهم بالكلام، فيعانون من مشاكل في الطعام، مشاكل في النوم، والصحة العامة وعدم القدرة على الاستجابة بشكل إيجابي للقائمين على رعايته، مع تباطئ وانتقاص في تطور الطفل، خاصة التطور الحركي واستقلاليته الحركية مثل الزحف، المشي، الكلام، وتناول الطعام بمفرده، يكثر من البكاء وعدم الراحة، بالإضافة إلى حالات فسيولوجية مرضية مثل التبول الا إرادى ومص الإصبع، والشعور بالذنب.

وتابعت الدكتورة أنه قد يصبح الطفل (فى سن المراهقة) بدون شخصية مستقلة أو قادرة على اتخاذ قرارات ولو بسيطة في حياته في مراحل نموه وبلوغه، وبذلك يحاول الاستمرار بتقليد الأشخاص الآخرين أو الأشخاص الذين يشعر بالقرب منهم.

وأشارت إلى أنه في مراحل المراهقة وهي أهم المراحل الحساسة في هذه الحالة؛ لأنها تكون مملوءة بالعواصف العاطفية والعقلية بسبب التغيرات الجسمانية والهرمونية تتم عملية بناء الشخصية للإنسان من أمور عاطفية نفسية وجسمانية وجنسية، لذلك إذا لم تراعِ شخصية الطفل في هذه المرحلة من العمر فانه يتعرض لبناء شخصية غير سوية فإما يميل إلى الجنون أو إلى التعرض لمرض عقلي.
ولذلك احتواء الطفل داخل أسرة هو بمثابة مضاد حيوي للطفل..

وأضافت ، هدفنا لأطفالنا المكفولين أسرة صالحة سوية نفسيا
ولذلك نعمل علي وعي الأسر بمعرفة تحديات الاحتضان والكفالة
ومراعاة الفروق الفردية بين كل طفل وآخر، ونقوم أيضا بقسم الدعم النفسي بتعريف وتبصير الأسر على اكتئاب ما بعد الكفالة وكيفية اجتيازه، ونقوم أيضا بعمل ورش وتوعية دائمة عن التربية وسمات كل مرحلة، وورش عن قول الحقيقة للطفل
وورش عن كل التحديات، وكل مايخص الاطفال والأسر عن الكفالة
ولدينا جروب الدعم النفسي ع الفيس بوك تقوم الأسرة بطرح الاستشارة ونقوم نحن كفريق بتوجيهها إلى المختص ، وتضيف أن هناك بالمؤسسة فريق متكامل به جميع التخصصات مختصين بالأطفال والكبار سنا و المراهقين من مشاكل سلوكية ، تربوية أو أسرية وهكذا

وعن أصعب المشاكل النفسية التي تواجهها فى عملها، قالت
مشكلة إرجاع الأطفال مرة أخرى إلى المؤسسة، حيث تقوم الأسرة بإعادة الطفل فهذا يعمل على تدمير نفسية الطفل..
وأوضحت دكتورة هاجر أننا جميعا نعمل كمتطوعين داخل مؤسسة الاحتضان ، وعن المعوقات فى العمل توضح دكتورة هاجر، أصعب أمر هو إننا لازلنا نتعامل مع الشباب المحتضن كمواطن درجة ثانية
فليس لديهم كتير من الحقوق ، و لا يوجد قيد عائلي لهم
ولا اشتركات نوادي، انعدام فرصة الالتحاق بالكليات العسكرية وغيرها من كليات تتطلب قيد عائلي او كشف هيئة،
وعدم التعيين في اي وطيفه تتطلب قيد عائلي وصمة العار..

ليلى نموذج حى وإيجابى، خاضت رحلة الاحتضان، وشاركتنا قصتها، التى بدأت بعد أن تأكدت ليلى في نهاية العقد الثالث من عمرها – أي منذ أكثر من 15 عاماً- من أنها لن تكون قادرة على الإنجاب، بعد أن علمت أنها عقيمة ، لم يكن خيار الانفصال عن زوجها مطروحاً؛ فقررت أن التبني هو الخيار الأفضل، بعد أن عرض زوجها الفكرة عليها، ذهبا سويا لأحدى مكاتب الصحة، لتختار طفلة، وتكمل قصتها على لسانها فتقول ” اخترنا نور عمرها 3 أيام استلمتها وكانت فرحة لا توصف، نور وهى فعلا نور حياتنا، ولكن للأسف بعد 3 أشهر توفيت، وبسبب تدهور حالتى النفسية حذرنى كل الأقارب من تكرار التجربة، ولكن من داخلى قررت “أنا مش عايزه أخلف أنا عايزه أكفل”، وبعد مرور ٣شهور ونصف على الوفاه، أبلغتنى موظفة الصحة عن وجود طفلة وبدون تفكير قررت كفالتها ، وسميتها (فاطمة ) قبل أن أراها، ومن هنا بدأت رحلة صعبة نفسيا وجسمانيا عندما اكتشفت إنها تعانى من تأخر فى الكلام، ومن وقتها نصحنى الكثير باستبدالها ولكن رفضت فهى ابنتى -حتة منى- وبدأنا مشوار التخاطب وشفاها الله وهى الآن فى الصف الثالث الابتدائي، وبسبب رعايتها رزقنا الله ماديا…
تسع سنوات ونصف من السعادة، هذا ما وصفت به تلك السيدة حياتها مع الاحتضان، تقول “آمال”، قبل أن تحضرني فكرة الكفاله حلمت أن أحد أعطاني طفله ترتدي ثيابا بيضاء وظل الحلم يسعدني كلما تذكرته ولم يغب وجهها عن نظري بعد خمس شهور من هذا الحلم تعب والدي كثيرا وتوفاه الله وبعدها باسبوعين اكتشفت أن الحياة تزيد على وجعي وجع وعرفت بعد التحاليل والأشعة انه ليس مقدر لي الانجاب ولكن ليس علينا إلا الصبر والرضا بقضاء الله فلك الحمد يالله حتى ترضى، فكرت في الكفاله وفاتحت زوجي في الموضوع ولكنه رفض وبعد إصرار والحاح مني قرر زوجي أن يسأل عن موضوع الكفاله شرعا إلى أن اقتنع والحمد لله وبدأت إجراءاتي التي كانت تاخد شهر وأكثر ولكن تجهيز الأوراق لم ياخذ مني سوى يوم واحد وكأنه تسهيل من رب العالمين ليقول لي هو قدرك وليس عليك إلا السعي وهو المعين وقبل ذهابي لاختيار ابنتي بيوم حلمت حلما اخر، حلمت بابنتي واسمها رحمه رايتها وكأنها واقع ولم يكن هو الاسم الذي كنت اتمناه، ذهبت اليوم التالي وجدت في اول مكان ذهبت إليه طفله واحدة عندها ثمانيه اشهر والبقية أولاد ذكور رأيتها هي من بشرني بها الله في منامي البارحة واسمها رحمه هي بصفتها وباسمها ،هي حلمي وواقعي وقدري وابنتي هي اختيار الله لي ،حين رايتها قلت لا اله الا الله، دخلت بيتي ودخلت معها السعادة والحياة ، رحمه تعاني بعضا من التأخر في النمو العقلي وبعض مشاكل صحيه فتاء وغيره وتحتاج إلى تخاطب وزيارات لأطباء في القاهرة وفي اسيوط فنحن من الصعيد ولكن هي اختيار الله لي، وحين قالوا لي في الدار تقدري ترجعيها وتشوفي طفله غيرها كان ردي، محدش بيبدل ضناه ، مرت تسع سنوات ونصف مع رحمة، وذهبت للمدرسة وهى تعاني صعوبات تعلم ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وسأبقى بجانبها فقد كانت رحمه بي وأدعو الله أن أكون رحمه لها..
حياة مملة فارغة وبلا هدف، بتلك الكلمات وصف هذا الاب المحتضن حياته الزوجية والتى استمرت سنوات بدون إنجاب، حتى اقترحت عليه زوجته فكرة الكفالة من 7 سنوات ورفضتها، وفى العام السابق جددت المقترح، ليجد نفسه مؤيد للفكرة بشدة، يقول، وجدت جروب دعم الآباء المحتضين وشعرت أننى لست بمفردي، وتحولت مخاوفى من الفكرة إلى ترحاب شديد بها، وبدأت بالإجراءات، وفى يوم استلامه شعرت بأنه ابنى حقا وأنه خلق فى الحياة لأجلى ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى