اليوم العالمي للتعامل مع مرضى الجذام: نحو إنهاء الوصمة وتعزيز الدعم

يُحتفل باليوم العالمي للتعامل مع مرضى الجذام في الأحد الأخير من شهر يناير سنويًا، وهو يوم يهدف إلى زيادة الوعي حول هذا المرض الذي يمكن علاجه تمامًا إذا تم اكتشافه مبكرًا. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في الوصمة الاجتماعية التي تعزل المرضى عن مجتمعاتهم، ما يزيد من معاناتهم النفسية والاجتماعية.
ما هو الجذام؟
الجذام، المعروف أيضًا بداء هانسن، هو مرض معدٍ تسببه بكتيريا المتفطرة الجذامية، ويؤثر بشكل رئيسي على الجلد والأعصاب. الدكتور أحمد عبد العال، استشاري الأمراض المعدية، يوضح أن “الجذام أصبح اليوم مرضًا يمكن علاجه بالكامل بفضل العلاج المتعدد الأدوية (MDT) الذي توفره منظمة الصحة العالمية مجانًا. ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي ليس في العلاج الطبي بقدر ما هو في التعامل المجتمعي مع المرضى. الوعي هو السلاح الأقوى للقضاء على المفاهيم الخاطئة التي تمنع المرضى من طلب العلاج في الوقت المناسب.”
الوضع العالمي للجذام:
تسجل منظمة الصحة العالمية حوالي 200,000 حالة جديدة سنويًا، معظمها في جنوب آسيا وأفريقيا. الدكتورة مها الحسيني، أخصائية الصحة العامة، تؤكد أن “الجهود المبذولة عالمياً أسهمت في تقليل انتشار الجذام، ولكن المشكلة تكمن في ضعف أنظمة الصحة العامة في بعض الدول النامية، ما يؤدي إلى تأخر تشخيص المرض وعلاجه. التركيز يجب أن يكون على توفير خدمات صحية للمناطق النائية وزيادة حملات التوعية للحد من انتشار المرض والوصمة المرتبطة به.”
التحديات التي يواجهها المرضى:
الدكتور محمد الشناوي، أخصائي الأمراض النفسية، يشير إلى أن “الوصمة الاجتماعية تمثل العائق الأكبر أمام مرضى الجذام. كثير من المرضى يعانون من العزلة والاكتئاب نتيجة للتمييز الاجتماعي الذي يتعرضون له. الجانب النفسي له دور كبير في رحلة التعافي، ويحتاج المرضى إلى دعم نفسي ومجتمعي بجانب العلاج الطبي.”
أما الدكتور حسام عبد الفتاح، جراح التجميل، فيوضح أن “التأخر في علاج الجذام قد يؤدي إلى تشوهات جسدية وإعاقات دائمة. لذلك، العلاج المبكر ليس مجرد خطوة طبية بل وسيلة للحفاظ على حياة طبيعية للمرضى. دور الجراحين لا يقتصر على إصلاح التشوهات بل يشمل أيضًا إعادة تأهيل المرضى نفسيًا ليعودوا للمجتمع بثقة.”
أهداف اليوم العالمي:
1. تعزيز الوعي: نشر المعرفة حول الجذام كمرض يمكن علاجه والتشديد على أهمية التشخيص المبكر.
2. إنهاء الوصمة الاجتماعية: تثقيف المجتمع بأن الجذام ليس مرضًا معديًا بشكل كبير، وأن المرضى بحاجة للدعم لا العزل.
3. تحسين الرعاية الصحية: ضمان توفر العلاج لجميع المرضى، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة.
أنشطة اليوم العالمي:
تنظيم حملات توعية وورش عمل لتعريف الناس بحقيقة الجذام وأهمية علاجه.
تقديم خدمات طبية مجانية للفحص والعلاج.
مشاركة قصص النجاح للمرضى الذين تعافوا بالكامل لتشجيع الآخرين.
يقول الدكتور أحمد عبد العال: “القضاء على الجذام يتطلب جهودًا متكاملة تشمل التوعية، توفير العلاج، ومواجهة التمييز الاجتماعي. المرض لم يعد يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا، ولكن الوصمة الاجتماعية المرتبطة به هي المعركة التي يجب أن نخوضها معًا.”
اليوم العالمي للتعامل مع مرضى الجذام هو دعوة للمجتمعات لتكون أكثر إنسانية ودعمًا، وضمان حياة كريمة وخالية من التمييز لكل مريض.