منوعات

“السمنة مرض مزمن وليس شكلاً.. وأقلام التخسيس آمنة إذا استُخدمت بشكل صحيح”

أكد الأستاذ الدكتور عمرو عبد المنعم، أستاذ التخدير والتغذية العلاجية بكلية الطب – جامعة القاهرة، أن السمنة لم تعد تُعد مجرد زيادة في الوزن أو مشكلة شكلية، بل أصبحت مرضًا مزمنًا يرتبط بأكثر من 227 مرضًا، من بينها السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وتشمع الكبد، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون.

وأوضح الدكتور عبد المنعم أن مصر تواجه تحديًا صحيًا كبيرًا في هذا الملف، مشيرًا إلى أن بيانات مبادرة “100 مليون صحة” تكشف أن أكثر من 35% من المصريين يعانون من السمنة، أي أن واحدًا من كل ثلاثة أفراد مصاب، وتبلغ النسبة بين النساء نحو 50%، مقارنة بـ30% بين الرجال.

وأضاف أن السمنة لا ترتبط فقط بسلوكيات غذائية خاطئة، بل هي نتيجة لاختلالات بيولوجية معقدة تشمل العلاقة بين الأمعاء والبنكرياس والمخ والخلايا الدهنية. وأوضح أن هناك هرمونات مثل GLP-1، تُفرز في الأمعاء وتؤثر على الشهية وإفراز الأنسولين، وأي اضطراب في هذا النظام يؤدي إلى زيادة الوزن.

وشدد على خطورة مضاعفات السمنة، التي تشمل التهابات مزمنة، وتوقف التنفس أثناء النوم، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وزيادة الدهون الثلاثية، إضافة إلى آثار نفسية مثل التوتر والقلق وقلة الإنتاجية.
وأكد أن إنقاص الوزن بنسبة تتراوح بين 5 – 10% فقط يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 95%، ما يعكس الفوائد الكبيرة لفقدان الوزن حتى بشكل محدود.

وحذر الدكتور عبد المنعم من اللجوء إلى وسائل غير علمية في التعامل مع السمنة، مؤكدًا أنه “لا يوجد ما يسمى بعلاج موضعي للسمنة”، وما يُشاع عن حقن أو أجهزة تستهدف الدهون في منطقة محددة هو غير علمي، بل قد يؤدي إلى إعادة توزيع الدهون في مناطق أكثر خطورة في الجسم.

وشدد على أن العلاج الفعال يجب أن يتبع خطوات علمية، تبدأ بنظام غذائي متوازن، وتنظيم مواعيد الأكل، والنوم الجيد، وممارسة المشي، ثم الانتقال إلى العلاج الدوائي المعتمد عند الحاجة وتحت إشراف طبي، خاصة في حالات الأطفال والمراهقين أو من يعانون من أمراض مزمنة.

وفيما يتعلق بأقلام التخسيس، أوضح الدكتور عمرو عبد المنعم أنها آمنة ومعتمدة من هيئات صحية مرموقة مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، ووزارة الصحة المصرية، وتُستخدم في حالات معينة بعد تقييم دقيق، لكنها ليست بديلًا عن نمط الحياة الصحي.
وأكد أن ما يُشاع عن تسببها في “شلل المعدة” غير دقيق، فالمشكلات تحدث نتيجة سوء الاستخدام أو الاعتماد على مصادر غير موثوقة أو الامتناع التام عن الطعام.

وأشار إلى أن بعض من خضعوا لجراحات السمنة قد يحتاجون لاحقًا إلى أدوية مساعدة مثل أقلام التخسيس، موضحًا أن 76% ممن أجروا الجراحة قد يعودون لاكتساب الوزن بعد 6 سنوات.

واختتم الدكتور عبد المنعم حديثه بالتأكيد على أهمية التوعية والتثقيف كأقوى سلاح لمحاربة السمنة، داعيًا إلى الحذر من الإعلانات المضللة والعلاجات غير المرخصة، والشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول مضاعفات بعض العلاجات، والتي غالبًا ما ترتبط بسوء الاستخدام وليس بالعلاج نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى