أخبار

إسماعيل خفاجي يكتب: الهوس العربي بين التطبيع مع الكيان الصهيوني وترامب المحظوظ.

عجيب جدا أمر هؤلاء الحكام العرب الذين يغضون الطرف عما يجري على الأراضي العربية من مجازر وحشية لجيش الاحتلال الذي يقتل كل ثانية أطفال ونساء وشيوخ من الشعب الفلسطيني بدعم أمريكي وبأسلحة أمريكية مشتراه بأموال عربية. ابعد من ذلك وصل الأمر إلى مباركة ماتقوم به إسرائيل من تهديد والتلويح بجعل سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين الذين باتوا لايجدون الطعام والشراب لأن إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة والنازحين إلى جنوب القطاع.. المهم المضي قدما في مخطط التهجير القسري وإجبار أكثر من مليوني شريد وجائع وجريح فلسطيني الي التدافع صوب معبر رفح حتى تصبح سيناء مسرحا للعمليات العسكرية وجر مصر إلى حرب عربية عربية.. ومن ثم حرب شاملة عالمية للحفاظ على التوازنات الاقتصادية والمصالح لدى الشرق الأوسط الجديد برؤية أمريكية.
والاغرب ان ترى حكام دول عربية لاهم لهم الا استرضاء ترامب الرئيس الأمريكي الجديد الذى أراه محظوظا فهو الان يرفل في نعيم وعطايا بمليارات الدولارات من قبل حكام السعودية والإمارات وقطر الثالوث الذي يلعب بالنار.
ورغم تحمل مصر وحدها وعبر عهود مضت فاتورة الصراع العربي مع إسرائيل واعوانها والتي استشهد الألوف من خيرة جنودها ومع ذلك يقوم هؤلاء الحكام بطعن مصر بخنجر مسموم ويعيدون العلاقات مع إسرائيل ويساعدون الصهاينة على تنفيذ مخططهم النازى من النيل إلى الفرات ولكن مادامت مصر ستظل عقبة أمام تحقيق هذا الحلم فيجب اخضاعها بكل السبل اقتصاديا وزعزعة الجبهة الداخلية والاستقرار المصري الشائعات والغرق في الديون وؤاد عشر سنوات من الإنجازات لبناء دولة متقدمة عسكريا واقتصاديا.
ياسادة العجب العجاب أن يقوم هؤلاء الحكام بالاغداق على ترامب بالمال الي درجة غير مسبوقة أو اهداءه طائرة على شكل قصر متحرك بمليارات الدولارات او التبرع عن طيب خاطر للكيانات الصهونية بتريليونات الدولارات. والاغرب ان ترامب استغل الضعف العربي وفرض همينته على حكامه لتعويضه عن الخسارة الناجمة من فشله الزريع في مقاومة الحوثيين واعترافه بشجاعة المقاومين في ضرب قواعده العسكريه واسقاط طائراته الحديثة
مما دعاه الان وبعد وصول صواريخ المقاومة الي تل أبيب وضرب مطار بن جوريون ومفاعل ديمونة ومبني الموساد الإسرائيلي والتلويح الترامبي بضرب ايران بعد العمليات الأمريكية الفاشله بضرب ميناء صنعاء والحديدة..
الا انه عاد ليوافق على عدم قتال اليمنيين والتخلي عن حليفه نتنياهو وجاءت زيارته لدول الخليج أملا في نهب الثروات العربية الأفريقية بالطرق الاحتياليه الموفق فيها على طول الخط.
اذن اثبتت المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها ورغم مرور عامل كامل على فشل جيش الاحتلال في تحقيق نصر على أرض الواقع.. وكذلك الامريكان امام ضربات الحوثيين الساحقة.
لذلك يجب الاستمرار في دعم المقاومة والوقوف ضد الاطماع الأمريكية والصهونيه العالميه واعتبارالتخلي الأمريكي عن إسرائيل مجرد مزحة سياسية لالتقاط الأنفاس.
هدايا مالية وعينيه للرئيس الأمريكي في وقت أطفال فلسطين يموتون من الجوع والعطش خبل سياسي يؤكد الضعف العربي ويدعم الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
أن التحالف المصري مع الصين وروسيا وكوريا وغيرها من البلدان التي تناهض الهيمنة والبلطجة الأمريكية.. جعل أمريكا تعيد النظر في اطماعها التوسعية وتبحث عن مصالحها في الشرق الأوسط حتى لو ادي ذلك للتخلي ولو مؤقتا عن الحليف نتنياهو المعرض للمحاكمة الدولية واعتباره مجرم حرب.
وفي النهاية يجب أن نثمن الجهود المصرية عسكريا ودبلوماسيا والتحلي بضبط النفس والوقوف خلف القيادة السياسية.. فالأمر اوشك على الانفجار واصبح العالم على صفيح ساخن.
بالاختصار الموقف يتطلب تبني مصر والوقوف معها في محنتها الاقتصادية فهي وحدها حامية العرب والعروبة على مر التاريخ. وما يحدث في الكواليس من مؤامرات
ضد مصر عواقبها وخيمة
وسوف تاكل النار كل شيء.. وحينئذ ان ينفع الندم.
كاتب صحفي إسماعيل خفاجي
نائب رئيس تحرير الأخبار سابقا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى