جودة لطفى يكتب : مكاسب ترامب فى جولته المكوكية

كانت جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دول الخليج والتى استمرت لاربع أيام، واعلن خلالها عن اتفاقيات استثمارية مع السعودية وقطر والامارات بقيمة تتخطي 4 تريليون دولار في مجالات الدفاع والطيران والذكاء الاصطناعي وغيرها، حيث انضم اليه في الزيارة عدد من كبار رجال الاعمال الذين شاركوا في الصفقات
وتتجاوز رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عقودًا بمليارات الدولارات، ومسيرات جمال، وغضبًا في أمريكا بسبب عرض قطر منحه طائرة رئاسية جديدة.
وجولة ترامب وصفها البيت الأبيض بأنها فرصة لإظهار براعته في عقد الصفقات، تُربك المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
وأينما حل، يُحدث ترامب اضطراباتٍ تُمهّد الطريق لاحتمالاتٍ جديدة، فهو يُخاطر، فعلى سبيل المثال، قراره في هذه الرحلة برفع العقوبات عن سوريا لمنح دولةٍ مزقتها الحرب فرصةً ثانية.
لكن هذه الخطوة تُحيي سؤالًا دائمًا حول سياسة ترامب الخارجية والتجارية برمتها، هل يُمكنه بذل جهدٍ كافٍ لتحقيق اختراقاتٍ حقيقية من خلال الفرص التي يُنشئها؟
إن هوس البيت الأبيض بتمجيد ترامب يعني أن أهم مبادراته غالبًا ما تُغمرها الدعاية.
لذا، حظيت صفقة قطر لشراء طائرات بوينغ بقيمة عشرات المليارات من الدولارات باهتمام أكبر في الولايات المتحدة يوم الأربعاء من لقائه في الرياض مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ولعل هذا اللقاء التاريخي الأول بين القادة الأمريكيين والسوريين منذ 25 عامًا هو المبادرة الأبرز في جولة ترامب.
وفقا لمجلة فوربس ، قيمة صفقات ترامب التجارية في الإمارات تجاوزت 200 مليار دولار أمريكي خلال زيارته يوم الخميس تتضمن الاتفاقية التزامًا بقيمة 14.5 مليار دولار أمريكي من شركة طيران بالاستثمار في 28 طائرة بوينغ 787 و777X أمريكية الصنع ، كما أعلن انه سيعمل مع أبو ظبي لبناء أكبر مركز بيانات للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الخطوط الجوية القطرية وافقت على شراء 210 طائرات بوينج بقيمة 96 مليار دولار، وهي أكبر صفقة يتفق عليها ترامب منذ وصوله إلى الشرق الأوسط ووقعت شركات اخري في مجال التكنولوجيا اتفاقيات لاستثمار مليار دولار في تكنولوجيا الكم وتطوير القوى العاملة في الولايات المتحدة.
الى جانب العديد من الاتفاقيات المتعلقة بالدفاع مع قطر، بما في ذلك صفقة بقيمة مليار دولار لشراء قطر تكنولوجيا دفاع الطائرات المسيّرة من شركة “رايثيون آر تي إكس”، واتفاقية بقيمة ملياري دولار لشراء قطر طائرات مسيرة عن بعد.
ويوم الثلاثاء اعلن البيت الأبيض ان السعودية وافقت على استثمارات بقيمة 600 مليار دولار، على الرغم من أن بعض المشاريع المدرجة قيد التنفيذ بالفعل، في حين وردت أنباء عن توقيع 145 صفقة إضافية بقيمة تزيد عن 300 مليار دولار في مؤتمر مستثمرين مصاحب حضره عدد من المليارديرات الأمريكيين وكبار رجال الأعمال وأضاف البيت الأبيض أن الاتفاقية التي وقعها ترامب تتضمن بقيمة 142 مليار دولار لشراء السعوديين معدات وخدمات عسكرية من أكثر من اثنتي عشرة شركة دفاعية أمريكية وشملت الاتفاقية أيضًا أعمالًا بقيمة تزيد عن ملياري دولار من قِبل شركات أمريكية في مشاريع البنية التحتية السعودية
وفي رحلة جوية بإطار جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر والإمارات، طرح صحفي سؤالا على ترامب قائلا:”هل تشعر بخيبة أمل من مستوى الوفد الذي أرسله الروس إلى تركيا؟”، فرد ترامب: “لا أعرف أي شيء عن الوفد. أنا لست محبطا من أي شيء! لماذا أشعر بخيبة أمل؟ لقد حصلنا للتو على 4 تريليون دولار!.”
وقبل أن يُطيح بالديكتاتور القاتل بشار الأسد، كان الشرع قائدًا للمتمردين أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. ومع ذلك، جلس ترامب معه ورفع العقوبات الأمريكية عن بلاده التي مزقتها الحرب الأهلية، على أمل منحها فرصة لتوحيد صفوفها وإنقاذ المدنيين الذين يواجهون جوعًا شديدًا.
طموحات ترامب الدبلوماسية
ولا تنتهي التغييرات الجيوسياسية التي أحدثها ترامب في سوريا، فقد استخدم الرحلة لبناء ضغط جديد على إيران للموافقة على القيود المفروضة على برنامجها النووي – محذرًا من العمل العسكري إذا رفضت ولكنه يحاول بوضوح تجنب الاحتمال الرهيب لحرب جديدة في الشرق الأوسط.
كما سلطت رحلته الضوء على تزايد توتر العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – الذي كان يُنظر إليه على أنه رفيق الروح الأيديولوجي للرئيس الـ 47 ولكنه أصبح بشكل متزايد هدفًا لإحباط ترامب.
ووراء الكواليس، كان فريق ترامب يتحدث مع مسؤولين قطريين وسعوديين حول كيفية التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي والهجوم الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين.
وكان رد نتنياهو هو الإعلان عن أنه “ليس لديه خيار” سوى الاستمرار في القتال، واستهدف زعيم حركة “حماس” الذي ستكون هناك حاجة إليه لأي مفاوضات سلام، في غارة على مستشفى.