الصراخ لا يُربّي: كيف يؤثر الصوت العالي على نمو الطفل النفسي والعقلي؟

بينما يظن البعض أن الصراخ وسيلة فعالة للضبط والسيطرة، تؤكد الدراسات العلمية أن تأثيره يتجاوز لحظة التوبيخ ليمتد إلى عمق دماغ الطفل ونفسيته. فالكلمات الجارحة والنبرة المرتفعة لا تربي، بل تُضعف، وتترك آثارًا سلبية قد تلازمه مدى الحياة. في هذا السياق، تحذر الاستشارية الأسرية والتربوية سارة رجب من مخاطر الصراخ المتكرر على الأطفال، مشيرة إلى انعكاساته العميقة على الصحة النفسية والعقلية للطفل.
تشير الاستشارية الأسرية والتربوية سارة رجب إلى أن الأبحاث الحديثة أظهرت نتائج مقلقة بشأن تأثير الصراخ المتكرر على الأطفال، حيث تبين أن:
نمو الدماغ قد يتأثر سلبًا، إذ يؤدي الصراخ المستمر إلى تغيّرات في المناطق الدماغية المرتبطة بالمشاعر، والذاكرة، واتخاذ القرار، مما يعيق تطور الطفل الطبيعي.
يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، ويصبح الطفل أقل قدرة على التعامل مع التوتر والضغوط اليومية، كما يكون أكثر عرضة لنوبات الغضب والسلوك العدواني.
تتراجع ثقته بنفسه وتتآكل صورته الذاتية، مما يجعله يشعر بأنه عديم القيمة أو غير محبوب.
يتباطأ نمو معدل الذكاء، وتظهر لديه صعوبات في التحصيل الدراسي والقدرة على التركيز والتعلم.
وتضيف سارة رجب: “إن الصراخ لا يؤثر فقط على الطفل، بل يؤذي العلاقة بينه وبين الأهل، ويفقد المربي تأثيره الإيجابي مع الوقت”. وتوصي الأمهات والآباء بتعلم فنون التربية الإيجابية، حيث يمكن من خلال الورش التربوية اكتساب مهارات فعالة للتهدئة وضبط الانفعال، مما يخلق بيئة أسرية أكثر أمانًا واحترامًا.
ليست القوة في رفع الصوت، بل في تهذيبه. فالكلمة الطيبة والنبرة الهادئة تصنعان في نفس الطفل ما لا تصنعه أي وسيلة عقابية أخرى.