تحقيقات وتقارير

مصر تقود التحول الصحي في إفريقيا: روبوتات طبية، وقاية ذكية، وشهادة دولية ضد الالتهاب الكبدي

أكد الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، أن القارة الإفريقية تمتلك قدرات هائلة تؤهلها لتبوء مكانة رائدة في مجال الصحة العامة، إذا ما تم استثمار الإمكانات البشرية والتكنولوجية المتاحة بالشكل الأمثل، مشددًا على أن الروح الابتكارية والعقول المبدعة التي تملكها القارة كفيلة بإحداث نقلة نوعية شاملة في الرعاية الصحية، خاصة في مجالات الوقاية والتكنولوجيا الطبية.

جاء ذلك خلال مشاركته في إحدى الفعاليات الصحية الإقليمية، لمؤتمر صحة إفريقيا، حيث أوضح الدكتور حماد أن التحديات الصحية في إفريقيا، وعلى رأسها الأمراض المعدية وضعف أنظمة الوقاية، ليست عائقًا بل فرصة حقيقية للتطوير، من خلال الاعتماد على أدوات التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الصحة الروبوتية، التي تُعد من أهم حلول المستقبل في الطب الحديث، لما توفره من دقة وكفاءة وقدرة على الوصول إلى الفئات المحرومة.

وقال رئيس قطاع الطب الوقائي إن دمج الصحة الروبوتية مع أنظمة الوقاية والرصد المبكر من شأنه أن يحدث تحولًا جذريًا في نظم الرعاية الصحية، ويقلل العبء على المستشفيات، ويرفع الوعي المجتمعي، مما يساهم في تحسين جودة حياة المواطنين، وخاصة في المناطق النائية.

وعلى الصعيد الوطني، استعرض الدكتور راضي حماد جهود وزارة الصحة المصرية، حيث أشار إلى إطلاق الاستراتيجية القومية للصحة 2024–2027، التي تستند إلى ستة محاور رئيسية تهدف إلى تحسين النظام الصحي العام، وهي:
• التغطية الصحية الشاملة
• تعزيز الصحة والعافية
• الوقاية والسيطرة على الأمراض
• رفع الوعي والاستجابة للطوارئ
• العدالة الصحية والحُكم الرشيد
• المشاركة المجتمعية الفعالة

وأكد أن هذه الاستراتيجية صُمّمت لمواكبة التغيرات الصحية المتسارعة، وضمان عدالة الوصول إلى الخدمات الصحية لكل مواطن على أرض مصر.

أما على صعيد الإنجازات، فأوضح حماد أن مصر حققت نجاحات كبيرة في مجال القضاء على الأمراض المعدية، حيث تم الإعلان عن خلو مصر من شلل الأطفال، إلى جانب التقدم الملحوظ في مكافحة السمنة، وتعاطي المواد الضارة، والأمراض المزمنة.

وكشف أن مصر أصبحت أول دولة في الإقليم تحصل على شهادة تحقيق هدف القضاء على التهاب الكبد الوبائي B، وهو ما يعكس التزام الدولة الجاد بتطبيق برامج الوقاية والتحصين والرصد الوبائي.

واختتم الدكتور راضي حماد حديثه قائلًا:

“إن مستقبل الصحة في إفريقيا يتوقف على قدرتنا على الابتكار والتكامل الإقليمي والاستثمار المستدام. نحن نمتلك القوة، والعنصر البشري، والفرص، وعلينا أن نوظفها من أجل ضمان رعاية صحية عادلة ومستدامة لكل مواطن أفريقي.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى