طفرة فى الجراحة الموجهة.. ابتكار أداة تكشف الخلايا السرطانية بالضوء

في خطوة واعدة نحو مستقبل أكثر دقة في تشخيص الأورام، أعلن فريق بحثي دولي بقيادة جامعة بوهانج للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية عن تطوير أداة مبتكرة تُضيء الخلايا السرطانية وتُميزها عن الأنسجة السليمة، ما يُبشر بتطور كبير في طرق اكتشاف سرطان الكبد.
الأداة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم “سياليل لويس الأصفر” (SLY)، حسب تقرير مجلة ” Newsweek” الأمريكية، تعتمد على مركّب فلوري يجعل الخلايا المصابة تتوهج بلون أصفر، مما يتيح للطبيب رؤيتها بوضوح تحت المجهر أو أثناء الجراحة، ويُعد هذا الاكتشاف طفرة في مجال التصوير الحيوي، خصوصًا أن سرطان الكبد يُعتبر من أخطر السرطانات وأكثرها صعوبة في التشخيص المبكر.
كيف تعمل هذه الأداة؟
يعتمد المسبار الفلوري على التعرف بدقة عالية على نوع من الهياكل السكرية الموجودة على سطح الخلايا تُعرف باسم “الجليكانات السيالية”، والتي تزداد بشكل كبير في الخلايا السرطانية مقارنة بالخلايا السليمة.
ويُعتبر هذا التمييز أمرًا بالغ الأهمية، إذ يفتح الباب أمام التصوير الفوري والدقيق للأورام داخل الجسم، دون الحاجة إلى تقنيات معقدة أو إجراءات تداخلية.
الدراسة التي قادها البروفيسور يونج تاي تشانج، أظهرت أن المركّب SLY استجاب بشكل فعال لنوعين من هذه الجليكانات يُعرفان باسم “سياليل لويس”، والتي تظهر داخل خلايا سرطان الكبد وسرطان القولون والمستقيم.
المسبار داخل الخلية.. كيف يصل ويضيء الورم
بعد ارتباطه بالجليكانات السرطانية على سطح الخلية، ينتقل المسبار تدريجيًا إلى داخل الخلية ويتراكم في الميتوكوندريا – مركز الطاقة فيها – ليُصدر إشعاعًا يُضيء الخلايا المصابة دون غيرها.
وقد أظهرت التجارب على نماذج فئران مصابة بالسرطان أن هذا التوهج الأصفر يحدد بوضوح مناطق الورم، ما يساعد الأطباء على التمييز بين الأنسجة السليمة والمصابة خلال العمليات الجراحية.
خطوة نحو تشخيص أكثر دقة وجراحة أكثر أمانًا
وفقًا لفريق البحث، فإن هذا الابتكار قد يمهد الطريق لتقنيات الجراحة الموجهة بالفلورسنت، حيث يمكن للجراح رؤية الورم بوضوح أثناء استئصاله، مما يُقلل من خطر ترك أي خلايا سرطانية خلفه.
كما يفتح المجال لتطبيقات أوسع في مجال الطب الدقيق، حيث تُستخدم تقنيات بصرية متطورة لفهم بيولوجيا السرطان على المستوى الخلوي.
يقول الفريق العلمي: “إن المسبار الذي طورناه يتمتع بقدرة عالية على التمييز بين أنواع الخلايا، ويُعد خطوة مهمة نحو تطوير أدوات تشخيصية دقيقة وسريعة، بل وقد يُستخدم مستقبلًا في التوجيه الجراحي وفي الطب الشخصي”