أخبار

أبو الفلسفة.. سرقت جمجمته ونحتت عليها أسماء هؤلاء

رينيه ديكارت توفي بالسويد عام 1650 عن عمر ناهز 53 سنة بعد أن ظهرت عليه أعراض مرضية عديدة

يزخر التاريخ الفرنسي بأسماء العديد من الفلاسفة والعلماء الذين قدموا الكثير للبشرية. فخلال القرن الثامن عشر، برزت أسماء فلاسفة الأنوار الذين كان أهمهم فولتير (Voltaire) وجون جاك روسو (Jean-Jacques Rousseau) ومونتسكيو (Montesquieu). وقبل هؤلاء، ظهر اسم بلاز باسكال (Blaise Pascal) الذي قدم الكثير بمجالات الفلسفة والرياضيات وموليير (Molière) الذي أثر بالثقافة الفرنسية والعالم فرانسوا رابليه (François Rabelais) الملقب بأب اللغة الفرنسية. وبالفترة الحديثة، يذكر التاريخ أسماء كل من الكيميائي وعالم البيولوجيا لويس باستور والمختصة بالفيزياء والكيمياء ماري كوري.

وبهذه القائمة الطويلة، يبرز أيضا اسم رينيه ديكارت (René Descartes). فخلال مسيرته، قدم هذا الرجل الملقب بأب الفلسفة الحديثة الكثير بمجالي الفلسفة والرياضيات، وأثارت نظرياته جدلاً واسعاً. ومع وفاته، واصل ديكارت إثارة الجدل بفرنسا. فعقب فتح قبره، لم يعثر المسؤولون على رأس جثته.

وفاة ديكارت بالسويد

خلال القرن السابع عشر، أبهر رينيه ديكارت أوروبا بنظرياته وفلسفته ولقب بأب الفلسفة. فبمقاله عن المنهج، جاء ديكارت بمبدأ “أنا أفكر إذاً أنا موجود”. فضلاً عن ذلك، نشر ديكارت عام 1641 أطروحته التي حملت عنوان تأملات في الفلسفة الأولى والتي مثلت تأملات بالحياة قام ديكارت بنصها. وباليوم الحاضر، تعتمد أطروحة ديكارت كمرجع رئيسي بجميع كليات الفلسفة. وبمجال الفيزياء، أجرى ديكارت أبحاثاً هائلة على نظام البصريات ويصنف بذلك كواحد من أهم واضعي أسس هذا العلم. وبالرياضيات، أسس ديكارت الهندسة التحليلية ووضع نظام الإحداثيات الديكارتية الذي سمي كذلك نسبة له

إلى ذلك، فارق رينيه ديكارت الحياة بشكل مفاجئ عن عمر ناهز 53 سنة. فعام 1649، قبل ديكارت بالذهاب للسويد لتدريس الملكة كريستينا (Christina) التي عرفت بولعها بالعلوم والفلسفة. وفي الأثناء، لم يتأقلم الفيلسوف الفرنسي مع طقس السويد البارد مقارنة بفرنسا والدروس التي اضطر لتقديمها بساعات مبكرة من الصباح. ويوم 11 شباط (فبراير) 1650، فارق ديكارت الحياة بعد ظهور أعراض المرض عليه حيث تحدث طبيبه عن معاناته خلال الأيام الأخيرة من حياته من مغص وقشعريرة وتقيؤ تزامنا مع ظهور دم ببوله. وعلى مدار سنين، ظهرت نظريات تحدثت عن تسميم ديكارت بالسويد. وفي الأثناء، تم دحض هذه النظريات عقب فحوصات حديثة على بقايا جثته.

تشويه الجمجمة

مع وفاته عام 1650، دفن ديكارت بإحدى مقابر البروتستانت بالسويد. وبعد 16 سنة، طالبت فرنسا، على لسان الملك لويس الرابع عشر، باستعادة بقايا ديكارت لدفنها بفرنسا. وعند إخراج الجثة، عمد بعض الحاضرين لانتزاع بعض من أطرافها للاحتفاظ بها كذكرى. وبينما، حصل السفير الفرنسي فرانسوا دي تيرلون (François de Terlon) على سبابة ديكارت التي اعتمد عليها للكتابة، عمد أحد الحاضرين، المسؤول إسحاق بلانستورم (Isaac Planstrom) حسب أغلب المصادر، للاستيلاء على جمجمة ديكارت. ومع عرض الجثة بباريس قبل دفنها خلال العام 1666، لاحظ الجميع حينها اختفاء جمجمة رأس ديكارت.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى