منوعات

التعب المستمر.. هل نقص الفيتامينات هو السبب الخفي وراء الإرهاق؟

كثيرون يعانون من التعب والإرهاق المتكرر دون سبب واضح، رغم النوم الكافي أو الراحة، مما يثير التساؤل: هل يمكن أن يكون السبب في نقص بعض الفيتامينات الحيوية؟ تشير الدراسات الطبية إلى أن نقص عناصر معينة مثل فيتامين “د” ومجموعة فيتامينات “ب” قد يكون وراء هذا الشعور، إذ إن لهذه الفيتامينات دورًا أساسيًا في إنتاج الطاقة ودعم وظائف الجسم الحيوية.

يعد فيتامين “د” من أبرز العناصر التي يربطها الأطباء بالشعور بالإرهاق، فهو ليس فقط مسؤولًا عن صحة العظام والعضلات، بل أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين انخفاض مستوياته والإحساس الدائم بالتعب والضعف العام. ورغم أن تناول مكملات فيتامين “د” قد يحسن الأعراض لدى البعض، إلا أن نتائج الأبحاث لا تزال متباينة، ما يستدعي متابعة دقيقة لمستويات الفيتامين في الجسم عبر الفحوصات الدورية.

أما مجموعة فيتامينات “ب” (B-complex) مثل B1 وB2 وB6 وB12 – باستثناء حمض الفوليك (B9) الذي يؤدي دورًا مختلفًا – فهي حجر الأساس في عملية إنتاج الطاقة داخل الخلايا. نقص أي منها يضعف قدرة الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة، فيترك الشخص في حالة خمول دائم ويؤثر بشكل مباشر على التمثيل الغذائي وصحة الجهاز العصبي.

ويزداد الأمر تعقيدًا عندما يترافق نقص بعض فيتامينات “ب” وحمض الفوليك مع انخفاض مستوى الحديد في الدم، ما يؤدي إلى فقر الدم (الأنيميا). وفي هذه الحالة يفقد الجسم قدرته على إنتاج العدد الكافي من كريات الدم الحمراء اللازمة لنقل الأكسجين إلى الأنسجة، ومع قلة الأكسجين تقل قدرة الجسم على القيام بوظائفه الطبيعية ويظهر الإرهاق بشكل واضح.

يقول الدكتور أحمد عبد الله، أخصائي التغذية العلاجية:
“الشعور المزمن بالتعب قد لا يكون مجرد نتيجة لضغوط الحياة أو قلة النوم، بل قد يكون إنذارًا بنقص عناصر غذائية أساسية. لذلك أنصح دائمًا بعدم الاعتماد على المكملات الغذائية بشكل عشوائي، بل إجراء فحوصات دورية لمستويات الفيتامينات والحديد في الجسم، ثم تعويض النقص من خلال نظام غذائي متوازن في المقام الأول، مثل تناول الأسماك الدهنية لفيتامين د، واللحوم والبقوليات لفيتامينات ب والحديد، مع اللجوء إلى المكملات فقط عند الحاجة وتحت إشراف طبي.”

بهذا يتضح أن التعب المستمر ليس عرضًا عابرًا دائمًا، بل قد يكون إشارة مبكرة لنقص غذائي يحتاج إلى تدخل سريع قبل أن تتفاقم آثاره الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى