أخبار

علماء أعصاب يكشفون 3 تمارين قادرة على إعادة برمجة وظائف الدماغ

لم تعد التمارين الرياضية مجرد وسيلة لتحسين المظهر البدني أو تعزيز اللياقة الجسدية، بل أثبتت الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب أن بعض الأنشطة قادرة على إعادة برمجة الدماغ وتغيير بنيته ووظائفه بشكل عميق، العلاقة بين الحركة والعقل أوسع بكثير مما يتخيله الكثيرون، حيث تؤكد الدراسات أن ممارسة أنشطة معينة مثل الرقص والفنون القتالية والرياضات الجماعية يمكن أن تعزز الإدراك والذاكرة والانتباه، إلى جانب دورها المعروف في تحسين المزاج والصحة البدنية، بحسب موقع تايمز ناو.

عندما يتحرك الإنسان، يبدأ الدماغ في إفراز الإندورفين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة وتقليل التوتر لكن هذا ليس كل شيء، فالحركات التي تشكل أجسامنا تعيد أيضًا تشكيل عقولنا، وعلى مدار العقود الماضية، وجد الباحثون أن الأنشطة المعقدة التي تتطلب تركيزًا ومعرفة اجتماعية، مثل الرقص أو كرة القدم أو الفنون القتالية، توفر للدماغ تحديًا أكبر مقارنةً بالتمارين التقليدية مثل الجرى أو رفع الأثقال.

تتميز هذه الأنشطة الثلاثة بدمجها بين التعلم والحركة والتفاعل الاجتماعي، مما ينشئ بيئة غنية ومحفزة للدماغ. فهي تتطلب من الممارس:

الالتزام بالإيقاع والتوقيت.

تعلم تقنيات جديدة باستمرار والتكيف مع المواقف.

اتخاذ قرارات متكررة وسريعة أثناء اللعب أو التدريب.

التفاعل مع الآخرين في بيئة جماعية.

التنسيق الحسي والحركي لمواجهة مواقف غير متوقعة.

تنظيم المشاعر والحفاظ على التركيز العقلي.هذا المزيج من التحديات الجسدية والعقلية يجعل الدماغ يعمل بمرونة أكبر، ويحفز مناطق متعددة منه بشكل متزامن، وهو ما ينعكس على تحسين القدرة على التركيز والوعي المكاني والتوازن العاطفي.

تغييرات ملموسة في الدماغ
 

تشير الدراسات إلى أن النشاط الحركي المعرفي المتكرر، كما في الرقص أو الفنون القتالية، يعزز سلامة المادة البيضاء في الدماغ، ويرفع من مستوى الاتصال الوظيفي بين المناطق العصبية المختلفة كما يساعد على زيادة سماكة القشرة الدماغية، وهو ما يرتبط بتحسين الانتباه والذاكرة والقدرة على اتخاذ القرارات.

التحديات والقيود
 

رغم النتائج الإيجابية، يطرح الباحثون تساؤلات حول مدى استمرار هذه التأثيرات بعد التوقف عن التدريب، إضافةً إلى اختلاف الاستجابة من شخص لآخر حسب نوع النشاط وطريقة ممارسته.

كما أن معظم الأبحاث ركزت على عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، بينما قد تلعب مؤشرات عصبية أخرى أو مواد كيميائية التهابية دورًا مهمًا لم يدرس بشكل كافٍ بعد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى