شركات ومستشفيات

نصيحة العلماء: أطعم ميكروباتك المعوية جيدا لتعتني بك

في كل مرة تتناول فيها وجبة، فأنت تستضيف فعليا “حفلة عشاء” ضخمة، ضيوفها تريليونات من الكائنات الدقيقة التي تعيش في أمعائك.

وتلعب هذه الكائنات، المعروفة باسم “الميكروبيوم المعوي” (Gut Microbiome)، دورًا محوريًا في صحتك العامة، فهي قادرة على تعزيز المناعة وضبط التمثيل الغذائي، أو على العكس، إثارة الالتهابات وزيادة خطر الأمراض المزمنة… وكل ذلك يعتمد على ما تقدّمه لها من طعام

وفي السياق، قالت الدكتورة كارين كوربن، الباحثة في “معهد أدفِنهِلت للبحوث الانتقالية للتمثيل الغذائي والسكري” في أورلاندو، إن الميكروبات المعوية “تشعر بالجوع فعليًا عندما تُحرَم من الغذاء المناسب. وإذا اعتنيتَ بميكروبات أمعائك فستعتني بك. لكن حين تجوّعها، تبدأ في التهام الطبقة المخاطية الواقية داخل الأمعاء، وتنتج مركّبات ضارة”، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

كما أوضحت كوربن بالتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، وخصوصًا النشا المقاوم (Resistant Starch)، وهو نوع من الألياف لا يُهضم في الأمعاء الدقيقة بل يصل إلى القولون ليكون وجبةً رئيسية لتلك الميكروبات المفيدة. ومن أبرز مصادره الفاصوليا، والعدس، والبازلاء، والموز الأخضر، والتفاح، والكمثرى، والشوفان، والأرز البني، والشعير.

وبحسب الباحثة، فإن الألياف هي وقود الحياة لهذه الكائنات الدقيقة. فعندما تتغذى عليها، تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة مثل البيوتيرات (Butyrate)، التي تقلل الالتهابات وتحفّز إفراز هرمون GLP-1، الهرمون الذي تُحاكيه أدوية التخسيس الشهيرة مثل “أوزيمبيك” (Ozempic) و”ويغوفي” (Wegovy). وهذه العملية تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم، والشعور بالشبع، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

في المقابل، تُعدّ الأطعمة فائقة المعالجة، كالخبز الأبيض والحلويات ورقائق البطاطس والمقرمشات، عدوّ الميكروبيوم؛ إذ تخلو من الألياف وتُهضم بسرعة، مما يسبب ارتفاعات حادة في سكر الدم ويترك الميكروبات “جائعة” بلا غذاء.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى