منوعات

كيف تغلبت فنلندا على مرض السمنة عند الأطفال؟

وفقا لـ”منظمة الصحة العالمية” (World Health organization)، فهناك 41 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون بالفعل من زيادة الوزن أو السمنة على مستوى العالم، وقبل ست سنوات، كان ما يقرب من 1 من كل 5 أطفال في سن الخامسة في مدينة “سينايوكي” (Seinäjoki) الفنلندية يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث لم تكن جميع المدارس ومراكز الرعاية النهارية تقدم طعامًا مغذيًّا وأنشطة بدنية كافية.

  • في ظل هذه الأوضاع، وضعت المدينة برنامجًا لمكافحة السمنة، كما عملت دائرة الصحة بها مع مراكز رعاية الأطفال، والمدارس، وأقسام التغذية والترفيه والتخطيط الحضري على تقديم جميع الخدمات التي تحافظ على صحة الأطفال، ونتيجة لذلك، انخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في سن الخامسة إلى النصف.

رغم هذا، فإن تلك النتائج لم تحدث بين عشية وضحاها، فقد استغرق الأمر وقتًا حتى تفهم جميع الجهات المختلفة كيفية تأثير كل منها على الصحة، والدور الذي ينبغي أن تؤديه، وحتى تمكنت من تطبيق السياسات اللازمة لمواجهة السمنة على مختلف المستويات.

سياسات “سينايوكي” لمكافحة سمنة الأطفال

قانون الرعاية الصحية: تعمل فنلندا على تكريس قانون الرعاية الصحية الخاص بها في جميع المدن، مثل مدينة “سينايوكي”،  وذلك لإدماج الصحة في جميع مجالات صنع القرار، وفي هذا السياق، قام قطاع التخطيط الحضري في المدينة بتحسين الملاعب المدرسية، وتنفيذ العديد من الأنشطة البدنية والترفيهية في المدارس.

علاوة على ذلك، تقدم “سينايوكي” والمدن الأخرى المشورة الصحية المجانية لجميع الأطفال وأسرهم، وذلك وفقًا للمرسوم الحكومي رقم (338) الصادر بموجب قانون الرعاية الصحية في عام 2011، وبدون هذا المرسوم، كانت العديد من المدن تفتقر إلى الموارد اللازمة لتوظيف المزيد من ممرضات وأطباء الصحة العامة لتحسين صحة الأطفال.

في ذات السياق، يساعد “المعهد الوطني للصحة والرعاية“(The National Institute of Health and Welfare)، التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والصحة الفنلندية، البلديات في تنفيذ السياسات الوطنية، مثل قانون الرعاية الصحية؛ حيث يمكن للبلديات مشاركة أفضل الممارسات الصحية، وحضور التدريبات على تنفيذ التشريعات، وذلك تنفيذًا لنهج “الصحة في جميع السياسات” (Health In All Policies) الذي تتبعه الدولة.

اتصالًا، يتم تدريب المهنيين الصحيين، وواضعي السياسات في معاهد الصحة العامة والجامعات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية والدولية لتطبيق نهج “الصحة في جميع السياسات” وتعليمه.

الاهتمام بالوجبات الصحية: عملت مراكز التغذية مع مراكز الرعاية النهارية والمدارس للتخلص من الوجبات الخفيفة والأطعمة الغنية بالسكريات، وتقديم وجبات غداء صحية. فوفقًا للإرشادات الغذائية لـ”مجلس التغذية الوطني الفنلندي” (The Finnish National Nutrition Council)، ينبغي للمدارس تقديم وجبات غداء مجانية وصحية لكل طالب.

كذلك قدمت فنلندا توصيات لتقليل الوصول إلى الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية والغنية بالدهون في أماكن بيع الأطعمة بالمدارس، بالإضافة إلى ذلك تم فرض ضرائب على الحلويات، والشوكولاته، والمشروبات الغازية، والآيس كريم بمعدلات أعلى في جميع أنحاء البلاد.

الفحوصات الصحية: يُطلب من البلديات في فنلندا ضمان قيام الممرضات في كل مدرسة بإجراء فحوصات صحية سنوية مجانية لجميع الطلاب، وتقديم المشورة الشخصية بشأن الصحة العقلية، والأكل الصحي، واللياقة البدنية.

ومن خلال هذه الخدمات، يمكن لممرضات المدارس مراقبة صحة الطفل ورفاهية الأسرة بأكملها، بما يتوافق مع السياسات الوطنية التي تفرض أن تقدم المدارس دروسًا إلزامية في التثقيف الصحي، والتربية البدنية، والتغذية، ودروس الطبخ.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن المؤسسة الفنلندية لصحة الأم والطفل “نيفولا” (Neuvola)، والتي تقدم استشارات مجانية ومنتظمة حول نمط حياة الأطفال والعائلات منذ 100 عام، تُعد أساسًا قويًّا لمحاربة السمنة لدى الأطفال.

ختامًا، فقد أثبت نظام المدارس الفنلندية أنه مفيد جدًا في الوقاية من السمنة؛ حيث يتمتع المعلمون بحرية إجراء تجارب تربوية تُعزز الصحة، مثل القيام بالتمارين البدنية داخل الفصول الدراسية العادية، أو التدريس في الهواء الطلق، أو حظر الطاولات والكراسي في الفصول الدراسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى